الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

تونس على صفيح ساخن

  • 00:46 AM

  • 2021-07-27

جلال نشوان:

تونس الحبيبة التى لها مكان فى قلب كل فلسطينى ، تونس التى نعشقها ونعشق اهلها الطيبين ،نعشق ارضها وسماءها وبحرها ،تونس الخضراء ،تونس التى كانت ومازالت تسكن قلوبنا ،نتذكر بيت الشعر الجميل الذين حفظناه عن ظهر قلب عندما كنا فى المرحلة الاعدادية :

أرايت سوسة والأصيل يلفها

فى حلة نسجت من الأضواء

لن ينسى شعبنا الفلسطينى تونس وشعبها ،حينما استقبلت قوات الثورة الفلسطينية وقياداتها ،فى مشهد جميل مازال محفورا فى ذاكرتنا الوطنية ، فتحت ذراعيها فى وقت عز فيه النخوة والشهامة وكرم الضيافة

تتجه انظارنا الى هذا البلد الحبيب والذى نتمنى له الخير والاستقرار وتغليب لغة الحوار المتحضر للخروج من الانسداد السياسى الذى بات سيد المشهد ...

وللاسف حالة من الاستقطاب والتجاذبات السياسية الحادة التى القت بظلالها على المشهد ،فاصابت النظام السياسى فى مقتل ،مما جعل الشلل يضرب كل مؤسسات الدولة ،بعد قرار الرئيس قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان واعفاء رئيس الوزراء من منصبه وإقالة وزير الدفاع والعدل ؛ ومنع السفر لكافة المسؤولين ؛ بهدف إعادة الحياة السياسية بعد تغول حزب النهضة على مجريات الحياة : وهو بذلك يود إعادة اختطاف الدولة من الغنوشي وفريقه ؛ بعد أن بذل جهود مضنية لعودة الحياة السياسية ؛ ولكن دون جدوى

المشهد يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على تونس الحبيبة وشعبها ورئيسها ونظامها السياسي ؛ لأمر الذى يدعو العقلاء والحكماء لفكفكة الازمة والخروج من النفق المظلم .

وفي الحقيقة ؛ تتصاعد الدعوات للخروج الى الساحات والتظاهر لاستعراض القوة ،الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع منسوب الشعبوية ، مما يزيد الطين بلة ،وهذا ما حدث اليوم حيث طالب العديد من الإحزاب بسرعة الخروج من الأزمة وكلنا نعلم مطالبة المرأة الحديدية عبير موسى التي تصدت عدة مرات لتغول حزب النهضة وعدم الارتهان للخارج ، فى حين دعت النهضة الى عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل قرارات الرئيس : واعتبرت قرارات الرئيس بمثابة انقلاب على الديمقراطية

تحديات كبيرة تواجهها تونس بسبب الانتصار للحزبية مما يعطل العمل بالدستور ، واحداث فراغ فى كل مؤسسات الدولة

وفى الحقيقة يبذل الرئيس قيس سعيد جهودا مضنية لانتشال البلاد من الفوضى وذلك بوقوف الجيش التونسي أمام مسؤولياته والحفاظ على الأمن والتصدي لكافة محاولات جر البلاد إلى حرب أهلية وعدم اللجوء إلى العنف واجراء الاصلاحات الدستورية والتنموية والاجتماعية بدلا من النزول للشوارع ،لان الاحتكام للشارع سيزيد من الاحتقان واحلال الشعبوية محل النظام السياسى الحالى ،ويبقى السؤال الملح : كيف تدهورت الامور بهذا الشكل من التجاذبات والمناكفات و التناحر الحزبى ؟ويبدو ان العامل الاقليمى والتدخل فى شؤون تونس هو الذى يدير دفة الامور !!!!

لقد تميزت تونس الحبيبة بالاستقرار والرخاء ، ومهبط السائحين من كل فج عميق ، ولماذا غدا الانسداد السياسى هو عنوان هذه المرحلة ؟

نتمنى الخير لهذا البلد الحبيب وتغليب لغة الحوار للخروج من هذه الأزمة الطاحنة التى يدير فيها العامل الاقليمى دفة الامور

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات